سنة أولى حرب و خمس سنوات تدمير وعبث سياسي .. هكذا حال بلادنا التي كانت يوما ما تسمى السعيدة.
وفقا لمسار تغييري كان قوامه عامة الشعب والشباب في طليعتهم؛ انحرفت قيادات الاحزاب و حلفائها بهذا المسار تحقيقا لرغبة زعيمهم الذي صنعهم و منحهم الامتيازات طوال حكمه لثلاثة عقود.
هنا ظهرت نخب وقيادات عاجزة عن استخدام عقلها الفردي والجمعي لأنها بائسة في عمقها .. فلم تدرك معنى شعب ينتج مظاهر العمران، و لديه الارادة لاستمرار انتاجها رغم كل الصعوبات، و انه لن يقف صامتا تجاه من يجعلون اوهام القبيلة سلما للامساك بسلطة لم يعد الشعب موافقا على التصويت لهم.
الامارة بالتغلب لم تعد مقبولة و لا مبررة و لا مشروعية لها و حان الوقت لتغيير دواليب صناعة السلطة و حركتها .. لكن .. المشهد العام لاتزال فيه بقايا نظام و بقايا نخب تلهث وراء من يستعبدها من الداخل و الخارج.
هنا نفهم سر العبث السياسي وغياب الارادة الوطنية .. مرت سنة اولى تمكن الشعب من التكيف معها و استيعاب ازماتها .. فكيف سيكون الحال في سنته الثانية، وقد ايقن ان صانعي الازمات عديمي الضمير لن يرحلوا و ان الازمات ستطول، لأن الخارج الاقليمي عبر وكلائه يستهدفون استدامة الازمات والعبث في بلاد السعيدة..؟